محتويات المقالة:
منذ القِدم وإلى يومنا هذا ظل لحم الجمال محببًا للقبائل العربية وبالأخص للبدو، وذلك بسبب طعمه الشهيّ ولكونه مصدر غني بالفيتامينات، وبسبب انتشار فتاوى عديدة لبعض الشيوخ وهي أن لحم الجمال من منقضات الوضوء، اهتم البعض ممَّن يتناولون هذا الطعام بالبحث عن صحة هذه الفتاوى من عدمها، ولذلك سوف نقدم لكم في هذا المقال الدلائل التي تؤكد أو تنفي صحة هذه الفتاوى.
لماذا لحم الجمال ينقض الوضوء؟
المسلمون يتبعون ما يأمرهم به الله ورسوله حتى وإن لم يعلموا العلة من فرضه أو تحريمه، وتطبق تلك المقولة على تناول لحم الجمال الذي قيل بأنه منقض للوضوء عند بعض العلماء والمذاهب مثل: مذهب الحنابلة.
وقال أصحاب هذا الرأي أن لحم الإبل قد يمد الإنسان بطاقة شيطانية كبيرة قد تؤذيه، واستدل على ذلك بحديث النبي – صلى الله عليه وسلم- عندما سأل رجلًا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَتَوَضَّأُ مِن لُحُومِ الغَنَمِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وإنْ شِئْتَ فلا تَوَضَّأْ، قالَ: أتَوَضَّأُ مِن لُحُومِ الإبِلِ؟ قالَ: نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِن لُحُومِ الإبِلِ، قالَ: أُصَلِّي في مَرَابِضِ الغَنَمِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: أُصَلِّي في مَبَارِكِ الإبِلِ؟ قالَ: لَا).
ولأن الماء سبب في هدوء الفرد واستكانته فكان على الفرد أن يتوضأ كي تذهب عنه تلك الطاقة وذلك استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال ( إنَّ الغضبَ منَ الشيطانِ، وإنَّ الشيطانَ خُلِقَ منَ النارِ، وإنما تُطْفَأُ النارُ بالماءِ، فإذا غَضِبَ أحدُكُم فلْيَتَوَضَأْ).
لحم الجمال لا ينقض الوضوء
وكما ذكر الفريق الآخر من العلماء والمذاهب مثل: الشافعية والحنفية والمالكية والثوري وبعض السلف، أن تناول لحم الجمال لا يوجب الوضوء ولا ينقضه، وذلك لما جاء في الحديث النبوي عندما قال النبي – صلى الله عليه وسلم- (كانَ آخِرُ الأمرَينِ مِن رسولِ اللَّهِ تَرْكَ الوضوءِ مِمَّا مسَّتِ النَّارُ) وذلك لأنهم رأوا أنه طعام مثل بقية الأطعمة المباحة ومثل لحم الغنم وغيره الذي لا ينقض الوضوء.
حكم وضوء من شرب مرق لحم الإبل ولبنه
لا يجب على من شورب مرق الإبل أو لبنها أو تناول ما طهي معها في القدر أن يتوضأ بعد تناولها، لأنها لا تأخذ حكم الوجوب في الوضوء مثل تناول لحم الإبل، ولكن يستحب الوضوء وذلك لقول النبي – عليه الصلاة والسلام- في قصة العُرنيين ( أمرهم أَنْ يَشْرَبُوا مِن أبْوَالِهَا وأَلْبَانِهَا).