محتويات المقالة:
علاج السكر
مرض السكر هو مرض أيضي مزمن يتميز بارتفاع مستوى السكر في الدم (الجلوكوز)، بسبب عيوب في إنتاج الإنسولين أو قدرته الفسيولوجية، والإنسولين هو هرمون يطلقه البنكرياس بحيث يسمح للسكر بالانتقال من الدم إلى الخلايا، إذا كانت خلايا الجسم تقاوم الإنسولين أو إذا كان الجسم غير قادر على صنع كمية كافية من الإنسولين، فإن السكر يتراكم في الدم، ويترتب على ذلك أعراض تظهر بشدة على المريض المصاب ويمكن أن يسبب تراكم السكر في الدم على المدى الطويل الفشل الكلوي وتلف الأعصاب والعمى، لذا لا بد من النظر في علاج السكر وجدير بالذكر ذكر أنواع مرض السكري، وهم نوعان: النوع 1 والنوع 2، ويختلف كلاهما في: آلية الحدوث والأعراض الناجمة وشيوع المرض والعمر المستهدف.
أعراض مرض السكر
يعتبر السكر (الجلوكوز) المركب الأساسي لعمليات الأيض في الجسم وهو مصدر الطاقة التي يحتاجها الجسم في عملياته الحيوية، وبالتالي وتبعًا لحالة التوازن في الجسم (hemostasis) يُضبَط تركيز الجلوكوز ضبطًا دقيقًا حيث يسبب تغير تركيز السكر في الدم آثارًا سلبية على حالة الجسم العامة، ويتميز مرض السكر بارتفاع تركيز الجلوكوز في الدم إلا إن هناك حالات يهبط فيها مستوى السكر لتركيز أقل من الطبيعي، ولكل منهما أعراض مميزة تُذكر فيما يأتي:
أعراض ارتفاع السكر
حالة ارتفاع السكر في الدم هي الركيزة المهمة في مرض السكري، حيث أن أسباب ظهور الأعراض وتفاقمها هو بسبب ارتفاع تركيز السكر في الدم، ومن المهم معرفة أنه ليس ضروريًا أن يكون ارتفاع نسبة السكر في الدم مرتبطة بمرض السكري، بل قد تكون حالة مستقلة تحدث بسبب وجود مشاكل أخرى مثل: أمراض القلب أو الإصابة بعدوى شديدة، وتتمثل أعراض ارتفاع السكر فيما يأتي:
- زيادة العطش وجفاف الفم.
- الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
- التعب والضعف العام.
- عدم وضوح الرؤية.
- فقدان الوزن غير المقصود.
- التهابات متكررة، مثل مرض القلاع (thrush) والتهاب المثانة والالتهابات الجلدية.
- آلام في البطن.
أعراض هبوط السكر
من الحالات التي يتأثر بها مريض السكري هي هبوط نسبة السكر إلى ما دون المستوى الطبيعي، وذلك لا يحدث بشكل أساسي بسبب مرض السكري، وإنما يحدث كحالة استثنائية عند زيادة نسبة الإنسولين المُدخَل إلى الجسم، مما يسبب استهلاك الجلوكوز الموجود في الدم بصورة أوسع مما كان عليه في السابق، وتتمثل أعراض هبوط السكر فيما يأتي:
- الشعور بالجوع.
- تعرق.
- تنميل الشفاه وارتعاشها.
- الشعور بالاهتزاز أو الارتعاش.
- الشعور بالدوار.
- الشعور بالتعب.
- ضربات القلب بسرعة أو ضربات (خفقان).
- سرعة الغضب وسوء المزاج.
- شحوب في لون الجلد.
وهذه كلها تعتبر أعراض مبكرة لانخفاض نسبة السكر في الدم، أما إذا كان المريض في موضع إهمال ولم يُبدِ إهتمام إلى حالته الصحية المتدهورة فقد تتفاقم الأعراض و تصبح أكثر سوءًا، وتتمثل الأعراض المتأخرة فيما يأتي:
- ضعف عام في الجسم.
- عدم وضوح الرؤية.
- صعوبة في التركيز.
- ارتباك.
- سلوك غير عادي أو تلعثم الكلام وبطء الصوت (مثل السكارى).
- شعور بالنعاس.
- الإصابة بالإغماء وفقدان الوعي.
أنواع مرض السكر
يوجد هناك نوعان رئيسان من مرض السكري؛ أما النوع الأول فيكون سببه مهاجمة نظام المناعة في الجسم خلايا بيتا في جزر لانجرهانز التي تنتج الإنسولين، وأما مرض السكري من النوع الثاني فيكون سببه عدم إنتاج الجسم كمية كافية من الإنسولين، أو أن خلايا الجسم لا تستجيب للإنسولين وتقاوم قدرته على إدخال السكر للخلايا (Insulin Resistance)، يعتبر مرض السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا من النوع الأول، فعلى سبيل المثال في المملكة المتحدة يعاني حوالي 90٪ من البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني.
وهناك بعض الحالات التي تشابه مرض السكري من ناحية الأعراض، فقد يظن الأطباء إصابة المصابين بمثل هذه الأمراض بمرض السكري، فخلال فترة الحمل تمر بعض النساء بمستويات عالية من الجلوكوز في الدم، بحيث لا يتمكن الجسم من إنتاج كمية كافية من الإنسولين لامتصاصه بالكامل، وتعرف الحالة باسم السكري الحملي (Gestational Diabetes)، وهناك مرض السكري الكاذب (Diabetes Insipidus) الذي يكون سببه انخفاض نسبة الهرمون المانع لإدرار البول.
أسباب مرض السكر
لا يمكن اعتماد سبب واحد لمرض السكر، فاختلاف أنواع المرض في الأصل يرجع إلى اختلاف الأسباب، ومهما تعددت أشكال هذه الأسباب إلا إنها تجتمع في شيء واحد، وهو كون هذه الأسباب وراثية غير مكتسبة حيث لا يكون للبيئة المحيطة بالمريض أي أثر عليها، وقد يختلف الأمر عند النوع الثاني فقد تكون الأسباب مكتسبة تتأثر بالبيئة المحيطة، ولكن ذلك يظهر في حالات قليلة ونادرة، وتتلخص أسباب مرض السكر في كل نوع كما يأتي:
النوع الأول
السبب الدقيق للسكري من النوع الأول غير معروف، ومع ذلك يُعتقَد أنه مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه نظام المناعة في الجسم خلايا بيتا في البنكرياس عن طريق الخطأ -الخلايا التي تصنّع الإنسولين-، كما أنه من غير المعروف لماذا يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا، في مرض السكري من النوع الأول، و ينتج عنه عدم قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز بسبب نقص الإنسولين، وهذا يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم وممكن أن يسبب مشاكل على المدى القصير والطويل على حد سواء.
النوع الثاني
يتميز النوع الثاني من داء السكري بمجموعة من الاختلالات التي تؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم كما هو الحال في النوع الأول، إلا أن المسبب الرئيس لهذا النوع هو مقاومة الخلايا الجسدية لعمل الإنسولين المتمثل في إدخال الجلوكوز إلى الخلايا، مما يؤدي إلى ازدياد نشاط خلايا B في البنكرياس لمواجهة التركيز العالي من السكر حتى تصل الخلايا لحالة من الاختلال الوظيفي (Dysfunction) وعندها تفقد الخلايا قدرتها على انتاج الإنسولين، وقد يؤثر تركيز الأحماض الدهنية العالي في الدم إلى التداخل مع عمل الإنسولين في الجسم بصورةٍ سلبية، والذي بدوره يثبط مستقبلات الإنسولين في الخلايا، وقد يعتبر هذا هو الرابط بين السمنة ومرض السكر النوع الثاني.
تشخيص مرض السكر
لا بد من معرفة كيت يتم تشخيص هذا المرض لمعرفة كيفية علاج السكر -أو بالأصح علاج السكر بصورة مؤقتة-، ويتم تشخيص مريض السكر والتأكيد على إصابته بالمرض عن طريق فحص تركيز الجلوكوز في الدم، وقد يتم ذلك بطريقة مباشرة ومعرفة التركيز الدقيق للجلوكوز في الدم، وذلك عن طريق معرفة تركيز بعض المركبات التي ترتفع بالتزامن مع ارتفاع تركيز الجلوكوز في الدم، وبسبب اختلاف الاختبارات التي تقدم للمريض، فبالطبع ستختلف قيم التركيز المرجعي (Reference) لكلٍّ منها، وتتضمن القائمة الآتية الاختبارات المعتمدة والقيم المرجعية لكلٍّ منها في حالات مرضى السكري:
- مستوى بلازما الجلوكوز أثناء الصوم (FPG) من 126 ملغ/ ديسيلتر (7.0 مليمول/ لتر) أو أعلى.
- اختبار تحمل الغلوكوز 75 غرام (OGTT)، ويكون مستوى الجلوكوز في البلازما لمدة ساعتين من 200 ملغ/ ديسيلتر (11.1 مليمول/ لتر) أو أعلى.
- الجلوكوز البلازمي العشوائي (Random plasma glucose) من 200 ملغم/ ديسيلتر (11.1 مليمول/ لتر) أو أعلى في مريض يعاني من أعراض كلاسيكية من ارتفاع السكر في الدم أو أزمة ارتفاع السكر في الدم.
- مستوى الهيموغلوبين A1C، البالغ 6.5٪ أو أعلى.
علاج السكر
مرض السكر يعتبر عند أهل الاختصاص بأنه مرض مزمن، أي إن طرق علاج السكر المتعارف عليها لا تعتبر ناجعة نهائيًا، وإنما يتم التعامل مع بعض العلاجات لتخفيف الأعراض ومحاولة ضبط المرض ولا يمكن تحقيق الشفاء التام منه، ويتضمن علاج السكر ما يأتي:
- حقن الإنسولين اليومية.
- تغيير نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
- فحص متكرر لسكر الدم لمراقبة مستويات الجلوكوز في الدم.
- أدوية تُعطى عن طريق الفم.
- مضخة الإنسولين.
القدم السكري
من أهم معايير علاج السكر و القدرة على التعامل مع القدم السكري وعلاجها، حيث أنَّ ازدياد نسبة السكر في الدم يمكن أن يضر بجدران الأوعية الدموية الدقيقة (الشعيرات الدموية) التي تغذي الأعصاب، خصوصًا في مناطق الساق، يمكن أن يسبب ذلك وخزًا أو خدرًا أو حرقًا أو ألمًا يبدأ عادةً عند أطراف الأصابع أو الأصابع وينتشر تدريجيًا إلى الأعلى، وهناك بعض الحالات التي تستوجب الاستشارة الطبية العاجلة حيث إنها قد تكون بداية نحو بتر الجزء المتضرر، ومن هذه الحالات:
- وجود أظافر غارزة في اللحم.
- ظهور بثور (وهي فقاعات صغيرة على الجلد تكون مملوءة بالمصل تبرز بسببب الاحتكاك أو الحرق أو أي ضرر آخر).
- ظهور الثآليل الأخمصية على باطن القدم (نتوءات بلون الجلد مع بقع داكنة).
- قرحة مفتوحة أو نزيف.
- تورم.
- الدفء في منطقة واحدة.
- ألم (على الرغم من أنه قد لا يشعر المصاب بأي شيء إذا كان لديه تلف في الأعصاب). ت
- غير لون الجلد.
- رائحة كريهة للجلد.
- قرحة تدوم أكثر من أسبوع إلى أسبوعين.
- قرحة أكبر من 3/4 بوصة (2 سم). قرحة لا تبدأ بالشفاء بسرعة.
- قرحة عميقة جدًّا تُمكن من رؤية العظام تحتها.
وفى نهاية المقال ارجو ان نكون استعرضنا اهم التفاصيل المتعلقة بعلاج السكر وتشخيصة